في عالم بعيد فوق السماء، كانت هناك مملكة عجيبة اسمها "مملكة الغيوم"، يسكنها الغيوم البيضاء الناعمة، وكل غيمة لها شخصية مميزة. الغيمة "ندى" كانت الألطف بين الجميع، وكانت تحلم دائمًا بأن ترى العالم تحت السماء.
لكن ملك الغيوم، الغيمة الرمادية العجوز "غيمور"، منع أي غيمة من النزول إلى الأرض، وقال: "الأرض ليست لنا. نحن نحميها من الأعلى، نرسل المطر ونحجب الشمس عندما يلزم."
في إحدى الليالي، ظهرت نجمة براقة في السماء، اسمها "أمنية". كانت تلمع بشكل مختلف عن كل النجوم، وهمست للغيمة ندى:
"إذا أردت أن تحققي حلمك، اتبعيني عند الفجر."
وعندما بزغ الفجر، تبعت ندى النجمة في رحلة عبر السماء. عبرت أنهار الرياح، وتسلقوا سلالم ضوئية صنعتها الشمس. وأخيرًا، وصلوا إلى بوابة سرية تطل على الأرض.
قالت النجمة: "هذه بوابة الأحلام. لكن لا تُفتح إلا إذا كنتِ صادقة في حلمك."
فأغلقت ندى عينيها وقالت: "أريد أن أزور الأرض لا لأهرب، بل لأفهم كيف نخدمها بشكل أفضل من السماء."
فتحت البوابة، ونزلت ندى في صورة ضباب خفيف، ولامست قمم الجبال، وشربت الأزهار من نداها، ورقص الأطفال تحت ظلها.
عادت ندى للمملكة، وهي تحمل في قلبها قصص الأرض. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت سفيرة بين السماء والأرض، تُعلم الغيوم كيف يكون المطر نعمة، وكيف تكون الشمس رحمة.