لعنة التنين "فالغور"
تاريخ النشر
آخر تحديث
في أعماق مملكة "إيزلوريا"، حيث تتساقط الثلوج الساحرة وتتزين الأشجار بقطع الحلوى البراقة، كان الملك "ألاريك" يحكم شعبه بحكمة وعدل. لكن ذات ليلة، ظهر في الأفق خطر لم يكن بالحسبان—التنين الناري "فالغور"، الذي خرج من كهف الجبال بحثًا عن كنز قديم يُشاع أنه مخبأ في قصر الملك.
لم يكن التنين "فالغور" شريرًا في ذاته، لكنه كان مسحورًا من قبل الساحر الغامض "مورغوث"، الذي أراد السيطرة على المملكة. بينما اقترب التنين من القصر، وقف الملك ألاريك بشجاعة أمام البوابة، وبدلاً من استخدام السيف، قرر أن يكشف عن سر مملكة إيزلوريا: قوى الخير تفوق أي تعويذة شريرة.
دعا الملك ألاريك أميرة الحكمة "سيلفانا"، التي تمتلك كتاب الأسرار السحريةْ.
الملك ألاريك: قائد حكيم يتمتع بشجاعة لا حدود لها. كان يحمل تاجًا من الذهب الأبيض محفورًا عليه رموز قديمة تدل على حماية المملكة. بدلًا من استخدام القوة، يؤمن بأن الذكاء والرحمة هما أعظم سلاحين. و لديه قدرة خاصة على التواصل مع المخلوقات السحريةْ.
الأميرة سيلفانا: أميرة الحكمة وابنة مستشارة المملكة الكبرى. تمتلك كتاب الأسرار السحريةْ... الذي لا يُفتح إلا عندما يُنطق بالكلمات الصحيحة. تتميز بشعر فضي يتلألأ تحت ضوء القمر، وتستخدم معرفتها الواسعة لحل أعقد الألغاز.
بعد بحث الملك عن سبب خروج التنين فالغور، عرف ان الساحر مورغوث: العقل المدبر وراء الفوضى التي كادت تعصف بالمملكةْ.
يعيش الساحر مورغوث في برج خفي وسط الضباب في الجبال، ويتغذى على الطاقة السلبية. يرتدي عباءة سوداء منسوجة بخيوط الظلام، ويملك عصًا سحرية تصنع العواصفْ.
عَلِمَ الملك ألاريك من الأميرة سيلفانا أنها تعرف الساحر مورغوث.
العلاقة بين الأميرة سيلفانا والساحر مورغوث تعود إلى زمن بعيد، حينما كان الساحر مجرد شاب طموح يبحث عن المعرفة السحريةْ.
كان في يومٍ من الأيام تلميذًا لوالدة سيلفانا، المستشارة الكبرى للمملكة، التي علمته أسرار السحر الأبيض. لكنه انحرف عن الطريق الصحيح عندما وجد كتابًا مظلمًا يحتوي على تعاويذ قوية لم يُسمح لأحد بقراءتها.
كانت سيلفانا طفلة صغيرة حينها، لكنها كانت تشعر بطاقة غريبة تحيط بمورغوث، وكأن هناك نيرانًا باردة تحوم حوله. عندما اكتشفت والدتها نيته استخدام السحر في السيطرة على المملكة، واجهته بقوة، لكنه استخدم تعويذة أزلية أدت إلى نفيها إلى بُعد آخر، ومنذ ذلك الحين أصبحت سيلفانا تحمل عبء إكمال إرث والدتها، وحماية المملكة من الشر الذي كان يتربص بها.
لهذا السبب، عندما ظهر مورغوث مجددًا محاولًا تدمير المملكة، كانت سيلفانا الأعلم بقدراته وضعفه، واستخدمت كتاب الأسرار السحرية الذي ورثته لإبطال تعاويذه، وكشف الحقيقة عن لعنة التنين فالغور. كانت المواجهة بينهما أكثر من مجرد صراع بين الخير والشر، بل كانت تصفية حساب قديم بين معلمة ضائعة وتلميذ خائن.
مملكة إيزلوريا كانت تزدهر بالسلام والسحر الإيجابي حتى ظهر الساحر مورغوث وألقى بتعاويذه المظلمة عليها. تأثرت المملكة بعدة طرق بسبب شره، ومنها:
- اختفاء النور السحري: كانت الأشجار تتوهج بلون فضي ناعم ليلاً، لكن بعد أن سيطر مورغوث على أجزاء من المملكة، تلاشى هذا الضوء، وأصبحت الغابات مظلمة ومليئة بالضباب الأسود.
- تجمّد نهر الحياة: كان هناك نهر ساحر يمنح المياه الشافية لكل من يشرب منه، لكنه تحول إلى جليد قاسٍ بفعل تعويذة ألقاها مورغوث، مما أثر على صحة الكائنات السحرية وسكان المملكة.
- انتشار الخوف بين الناس: لم يكن مورغوث يهاجم علنًا، بل كان يتلاعب بالمشاعر، حيث بث الأحلام المزعجة في رؤوس المواطنين، وجعلهم يشكون في بعضهم البعض، مما أدى إلى انعدام الثقة والخوف المستمر.
- تحويل الحيوانات السحرية إلى وحوش: كانت المملكة مليئة بالمخلوقات الطيبة كاليونيكورن والتنينات الصغيرة الودودة، لكن مورغوث استخدم سحره ليحول بعضها إلى وحوش مفترسة، مما أجبر الناس على الاحتماء خلف أسوار القصر.
لكن رغم هذا الخراب، حاول الملك ألاريك والأميرة سيلفانا إعادة التوازن، و تحرير المخلوقات من السحر الأسود، واستعاد النهر قدرته على الشفاء، و العودة بمملكة إيزلوريا إلى نورها الساطع من جديد.
تمكن الملك بمساعدة الأميرة من فك لعنة التنين "فالغور" بقراءة التعويذة العكسية. فورا تحرر التنين، ارتفع إلى السماء وأطلق شعلة ذهبية أضاءت المملكة بألوان ساحرةْ.
أما الساحر الشرير، فاختفى وسط دوامة الثلوج، ولم يُرَ بعدها أبدًا.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح التنين "فالغور" الحارس الرسمي للمملكة، يحلق في سمائها وينشر الدفء بدلًا من اللهب، وأصبحت مملكة إيزلوريا تحتفل كل عام بهذا الحدث بليلة سحرية تتخللها الألعاب النارية والموسيقى، حيث يجتمع الجميع تحت ضوء النجوم ويقصون قصة التنين المسحور الذي تحول إلى رمزٍ للخير والشجاعةْ.