مغامرة في مدينة النحاس

محمود فهد
المؤلف محمود فهد
تاريخ النشر
آخر تحديث

 في قرية صغيرة تحيط بها الحقول والأشجار، اجتمع أربعة أصدقاء: علي وسارة وأحمد ولبنى. كانوا يلعبون في الجوار كما يفعلون كل يوم، يركضون ويضحكون، عندما لمحوا شيئًا غريبًا بين الأعشاب الطويلة.

 كان ذلك الشيء عبارة عن فتحة قديمة مغطاة بالحجارة والتراب، بدت كأنها مدخل إلى بئر مهجور. قرر الأطفال، بفضولهم البريء، استكشاف هذا المكان المجهول. بدأوا بإزالة الحجارة والتراب حتى كشفوا عن فوهة البئر بالكامل.

"ماذا لو نزلنا لنرى ما بالداخل؟" اقترح أحمد بحماس. ورغم أن الجميع شعر بالخوف قليلاً، إلا أن حب المغامرة كان أقوى. فقرروا أن ينزلوا واحداً تلو الآخر باستخدام حبل قديم وجدوه بالقرب من البئر.

 عندما وصلوا إلى القاع، لم يجدوا ماءً كما توقعوا، بل اكتشفوا ممرًا ضيقًا يقود إلى أعماق الأرض. ترددوا للحظة، ولكن شجاعتهم دفعتهم للمضي قدمًا. 

 ساروا في الممر الضيق لفترة طويلة، وكانت الأصوات التي يسمعونها تشبه الهمسات الغامضة.

 بعد مسير طويل، بدأت تظهر أمامهم أضواء خافتة في نهاية الممر. وعندما وصلوا إلى نهايته، وجدوا أنفسهم أمام بوابة ضخمة من النحاس تتألق بلون غريب في ضوء المشاعل.

 "ما هذا المكان؟" تساءلت سارة بدهشة.دفع علي البوابة ببطء، وفتحها ليكشف عن مدينة قديمة رائعة مبنية بالكامل من النحاس. 

 كانت المباني شاهقة وجدرانها مزخرفة برسومات غريبة، تبدو وكأنها تحكي قصصًا عن عالم قديم. 

  شعر الأطفال بالدهشة والإثارة، لكنهم أدركوا أنهم ربما دخلوا إلى مكان ليس من عالمهم.بينما كانوا يتجولون في المدينة، سمعوا أصواتًا تقترب منهم. حاولوا الاختباء، لكن الأوان كان قد فات. 

  ظهرت أمامهم مجموعة من الكائنات الغريبة التي كانت تشبه البشر، لكنها ذات ملامح غير مألوفة. قادتهم هذه الكائنات إلى قصر ضخم في قلب المدينة، حيث قابلوا ملك المدينة.

 كان الملك شخصية مرعبة ولكنه في الوقت نفسه بدا حكيمًا. 

  "من أنتم، وكيف دخلتم إلى مدينتنا؟" سأل الملك بصوت عميق.شرح الأطفال قصتهم وكيف وصلوا إلى هنا. بدلاً من أن يغضب، ضحك الملك وقال: "لقد عبرتم إلى عالم الجن، وهذه المدينة التي ترونها كانت مملكة عظيمة منذ آلاف السنين. نادراً ما يكتشف البشر وجودها، ولكن من يدخل هنا يجب أن يخوض مغامرة ليعود إلى عالمه."وهكذا بدأ الأطفال في مغامرة مثيرة مليئة بالتحديات والألغاز التي كان عليهم حلها ليتمكنوا من العودة إلى قريتهم. 

  خاضوا معارك ضد مخلوقات غريبة، واكتشفوا أسرار المدينة المخفية، وكانوا على وشك اليأس عدة مرات، لكنهم استمروا في المحاولة.وفي النهاية، بعد أن اجتازوا جميع الاختبارات وأثبتوا شجاعتهم وذكاءهم، منحهم الملك مفتاحًا سحريًا. 

  "استخدموا هذا المفتاح لفتح بوابة العودة إلى عالمكم. ولكن تذكروا، لا تخبروا أحدًا بما رأيتم هنا."ودع الأطفال الملك، وعادوا عبر الممر الطويل إلى البئر. 

 عندما خرجوا منه، كان الوقت قد مر بسرعة، وكأنهم لم يغيبوا إلا لبضع دقائق. عادوا إلى بيوتهم، حاملين معهم سرًا لن يبوحوا به لأحد، وذكريات عن مغامرتهم في مدينة النحاس السحرية.



تعليقات

عدد التعليقات : 0