الشاعر زهير بن أبي سلمى
جدول المحتويات
مقدمة
يُعتبر الشاعر زهير بن أبي سلمى أحد أعظم الشعراء في التاريخ العربي، وقد تألق في فترة ما قبل الإسلام وكان له تأثير كبير على الأدب العربي.
السيرة الذاتية
زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمى رَبيعةُ بنُ رياحٍ المُزَنيُّ، مِن مُضَرَ: حَكيمُ الشُّعَراءِ في الجاهِليَّةِ، وُلِدَ في بِلادِ (مُزَينةَ) بنَواحي المَدينةِ، وكانَ يُقيمُ في الحاجِرِ (مِن ديارِ نَجْدٍ)،(المملكة العربية السعودية حالياً).ولد عام 520م مستندين في ذلك إلى تاريخ نَظْمِه لمُعلّقتِه التي أنشأها في مديح سيدين من بني مرة بعد انتهاء حرب داحس والغبراء والتي ترجح الروايات أنّها انتهت بين عامي 608-610م، وقد كان عمر زهير آنذاك ثمانين عاماً بدليل قوله في معلقته:
سَئِمتُ تَكالِيفَ الحَياةَ ومَنْ يَعِـش ثَمَانِينَ حَولاً لا أَبَا لَـك يَـسأَمِ
كان كان زهير بن أبي سُلمى سليل عائلة موهوبة بالشعر، فوالده شاعراً أيضاً، وخاله ، وأختاه الخنساء (وهي غيْر الخنساء الصحابية والشاعِرة المشهورة)و سُلمى، وابناه كعب، وبجير، و زَوْجُ أمِّه كذلك شاعِرٌ، وهو أوْسُ بنُ حَجَرٍ، وقد كانَ زُهَيْرٌ راوِية لشعره. ثمّ استمر الشعر في عائلته أجيالاً، حيث ورث أحفاده أيضاً هذه الموهبة، وقال المؤرخون في ذلك: إنّه لم يتصل الشعر في أهل بيت كما اتصل في بيت زهير، وقد نشأ زهير في بيئة أدبية ثرية مما أثر في تطور مهاراته الشعرية.
أبرز محطات حياته:
- نشأ في قبيلة مضر.
- بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة.
- أصبح معروفاً بجودته الشعرية وحكمته.
وعاش زهير حياته في بحبوحة من العيش بما ورثه عن خاله بشامة من مال، وبما كان يجنيه عن طريق شعره، وقد مرت به حرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان وعاش في أحداثها، ورأى ما تركته من صور البؤس والشقاء، وما خلفته من فقر ويُتم، فكان لهذا أثر كبير في نفسه وشعره، فنظم مُعلّقتَه داعياً فيها إلى الوفاء والبر، وهذا ما وجده في هرم بن سنان، والحارس بن عوف، إذ أنقذا القبيلتين من هذا البلاء، وحملا على عاتقهما ديات القتلى على مدى ثلاث سنوات، فأعجب زهير بهذا الصنيع وأمضى حياته يمدح هرماً ويشيد به، وهرم يجزل له العطاء.
أشعار زهير بن أبي سلمى
تُعتبر أشعار زهير بن أبي سلمى من أروع ما كتب في الشعر العربي. تميزت أشعاره بالحكمة والبلاغة، وتناولت مواضيع متعددة مثل الحياة، والحب، والحرب، والسلام، شأنه في ذلك شأن سائر شعراء الجاهلية، مما أدى لتعدد هذه الأغراض الشعرية و الفنية، وقد تأثر ببيئة قومه وبما يدور بها من أحداث ومشكلات اجتماعية، فإمتاز شعره بالحكمة والدعوة إلى الإصلاح ومكارم الأخلاق، و اتّبع في بناء قصيدته نهج سائر شعراء عصره من حيث الوقوف على الأطلال، وذكر الديار، ووصف رحيل الأحبة، وعلى الرغم من أنّ الحب لم يشغف قلبه، ولم يعانِ من عذاب العشق، إلّا أنّه كان يتقمص حالة الحب والعشق التي يعيشها العاشق لكي يصْدُقَ في عاطفته عند رسم صوره التي كان يبدع في وصفها بكل دقة، وقد عُرِفَ زهير بالعفة والنبل، فجاء شعره خالياً من فحش القول، فهو لم يفجر في الغزل أو يقدح في الهجاء كدأب شعراء عصره.
أمثلة على بعض أشعاره:
- قصيدة "أمن أم أوفى دمنة لم تكلم"قصيدة المعلقات وهي من الطويل.
- قصيدة "صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو".
- قصيدة "قف بالديار التي لم يعفها القدم".
- قصيدة "إن الرزية لا رزية مثلها"
- قصيدة" وقالت أم كعب لا تزرني"
- قصيدة"أمن آل ليلى عرفت الطلولا"
- قصيدة "سترحل بالمطي قصائدي"
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ
بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ
أَثَـافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ وَنُـؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ
فَلَـمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ
تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ تَحَمَّلْـنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ
جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ
عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ
وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ عَلَيْهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــمِ
بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ
تأثيره الأدبي
كان لزهير بن أبي سلمى تأثير كبير على الأدب العربي، وقد تأثر به العديد من الشعراء الذين جاءوا بعده. تُعد قصائده من أبرز الأمثلة على الشعر الجاهلي، وتم دراستها وتحليلها من قبل النقاد والأدباء على مر العصور.
أبرز تأثيراته:
- تأثيره على الشعراء اللاحقين.
- تأثيره على الأدب الجاهلي بشكل عام.
- تحليل قصائده في الدراسات الأدبية.
الأسئلة الشائعة
من هو زهير بن أبي سلمى؟
زهير بن أبي سلمى هو شاعر عربي من فترة ما قبل الإسلام، يعتبر من أعظم شعراء العصر الجاهلي.
ما هي أبرز قصائد زهير بن أبي سلمى؟
من أبرز قصائده "معلقة زهير بن أبي سلمى"(أمن أم أوفى دمنة لم تكلم) ، و"أمن آل ليلى عرفت الطلولا"، و"قف بالديار التي لم يعفها القدم" .
ما هو تأثير زهير بن أبي سلمى على الأدب العربي؟
كان له تأثير كبير على الشعراء اللاحقين والأدب الجاهلي بشكل عام، وتم تحليل ودراسة قصائده على مر العصور.
خاتمة
في الختام، يُعتبر زهير بن أبي سلمى أحد أعظم الشعراء في التاريخ العربي، وقد ترك إرثاً أدبياً عظيماً من خلال قصائده التي تميزت بالحكمة والبلاغة. سيظل تأثيره مستمراً على الأجيال القادمة من الشعراء والأدباء.