المعلقات السبع في الجاهلية

محمود فهد
المؤلف محمود فهد
تاريخ النشر
آخر تحديث
المعلقات السبع
المعلقات السبع

المعلقات السبع: تاريخها وأهميتها في الشعر العربي الجاهلي

مقدمة

تعد المعلقات السبع من أشهر القصائد في تاريخ الشعر العربي الجاهلي، وقد اختلف الرواة والمؤرخون حول عددها وأصحابها. بينما يرى البعض أن المعلقات سبع فقط، أضاف آخرون قصائد أخرى ليصل العدد إلى عشر معلقات. تتناول هذه المقالة تاريخ المعلقات وأهمية هذه القصائد في الأدب العربي.

اختلاف الرواة حول عدد المعلقات وأصحابها

اختلف الرواة في عدد المعلقات وأصحابها:

  • يذكر أبو زيد القرشي في جمهرة أشعار العرب أن هناك ثمانية معلقات.
  • أضاف الزوزني الحارث بن حلزة، مما جعل العدد سبعاً، بينما لم يدرج النابغة أو الأعشى.
  • فيما أضاف أبو زكريا التبريزي قصيدة عبيد بن الأبرص، ليصبح العدد عشرة معلقات.

وذكر ابن خلدون في مؤلفاته سبعة من أصحاب المعلقات، لكنه لم يعين قصيدة علقمة بن عبدة.

هل عُلقت المعلقات بالكعبة؟

لقد كان هناك جدل كبير بين المؤرخين والشعراء حول مسألة تعليق المعلقات على الكعبة. فقد كان لبعضهم رأي بأن العرب كانوا يعظمون هذه القصائد لدرجة تعليقها على أستار الكعبة، بينما رفض البعض الآخر هذا الرأي معتبرين أنه مجرد مبالغة.

الرأي الأول: تعليق المعلقات على الكعبة

يرى بعض الباحثين أن المعلقات عُلقت بالفعل على الكعبة. ومن أبرز هؤلاء ابن عبد ربه الذي قال بأن العرب كتبت سبع قصائد بماء الذهب وعلقتها على أستار الكعبة. كما أيد ابن رشيق هذا الرأي مشيراً إلى أن المعلقات كانت تسمى "المذهبات" لأنها كتبت بماء الذهب.

الرأي الثاني: رفض تعليق المعلقات

في المقابل، رفض أبو جعفر النحاس هذا الرأي وقال إن المعلقات لم تُعلق على الكعبة. وقد أيد بعض الباحثين المعاصرين هذا الرأي معتبرين أن فكرة تعليق المعلقات على الكعبة مجرد أسطورة.

ترجمة أصحاب المعلقات

تضم المعلقات قصائد لعدد من أشهر شعراء الجاهلية:

  • امرؤ القيس: يعتبر من أبرز شعراء الجاهلية وصاحب معلقة "قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل".
  • زهير بن أبي سلمى: شاعر حكيم اشتهر بمعلقته "أمن أم أوفى دمنة لم تكلم".
  • طرفة بن العبد: شاعر معروف بمعلقته "لخولة أطلال ببرقة ثهمد".
  • لبيد بن ربيعة: صاحب معلقة "عفت الديار محلها فمقامها".
  • عنترة بن شداد: فارس وشاعر وله معلقة "هل غادر الشعراء من متردم".
  • عمرو بن كلثوم: شاعر قبيلة تغلب وصاحب معلقة "ألا هبي بصحنك فاصبحينا".
  • الحارث بن حلزة: شاعر من بني بكر وصاحب معلقة "آذنتنا ببينها أسماء".
  • النابغة الذبياني: شاعر معروف لم تُدرج قصيدته في المعلقات السبع لكن البعض يضيفها.
  • الأعشى: شاعر كبير لم تُعتبر قصيدته من المعلقات السبع، لكنها تُضاف أحياناً.
  • عبيد بن الأبرص: شاعر جاهلي آخر تضاف قصيدته في بعض الأحيان إلى المعلقات.

خاتمة

تظل المعلقات السبع من أعظم ما أنتجته قريحة الشعر العربي في العصر الجاهلي. ورغم اختلاف الروايات حول عددها وأصحابها، إلا أن تأثيرها الأدبي والثقافي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا. سواء عُلقت على الكعبة أم لا، فإن المعلقات تمثل جوهرة ثمينة في تاريخ الأدب العربي.

تعليقات

عدد التعليقات : 0