كعب بن زهير بن أبي سلمى: الشاعر المخضرم بين الجاهلية وصدر الإسلام
جدول المحتويات
- مقدمة
- حياة كعب بن زهير
- إسلام كعب بن زهير
- لامية كعب بن زهير
- شعر كعب بن زهير في الجاهلية
- علاقته بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
- الأسئلة الشائعة
- الخاتمة
مقدمة
كعب بن زهير بن أبي سلمى هو أحد أشهر شعراء العرب في فترة الجاهلية وصدر الإسلام. ينتمي إلى قبيلة مزينة المضرية، وقد ورث موهبة الشعر عن والده زهير بن أبي سلمى، الذي كان من كبار شعراء الجاهلية. كعب كان من الشعراء الذين أدركوا عصرين مختلفين، فقد عاش في فترة الجاهلية قبل الإسلام، ثم أدرك فترة صدر الإسلام واشتهر خلالها بإسلامه ولاميته الشهيرة.
حياة كعب بن زهير
وُلد كعب بن زهير بن أبي سلمى في أسرة شعرية نبيلة، فقد كان والده زهير من أعظم شعراء الجاهلية، وكان يُشار إليه بالبنان في مجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ترعرع كعب في بيئة تقدر الشعر، وتلقى تعليمه الأدبي على يد والده، مما ساهم في تطوير موهبته الشعرية منذ سن مبكرة.
في بداية حياته، كان كعب من الشعراء الذين يشببون بالنساء ويهجون الأعداء، وقد اشتهر بذلك في عصر الجاهلية. لكن مع ظهور الإسلام، وجد كعب نفسه أمام تحدي جديد، حيث استمر في هجاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين، مما دفع النبي إلى إهدار دمه.
إسلام كعب بن زهير
بعد أن أهدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم دم كعب بن زهير بسبب هجائه له وللمسلمين، لجأ كعب إلى التوبة والإسلام. أتى كعب إلى النبي مستأمناً، وأعلن إسلامه أمامه. وبعد أن أسلم، أنشد لاميته المشهورة التي بدأها بالبيت الذي أصبح من أشهر أبيات الشعر العربي:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
كانت هذه اللامية بمثابة إعلان لتوبة كعب وقبوله الإسلام. وقد عفا النبي عنه وخلع عليه بردته الشريفة تكريماً له وتأميناً لحياته.
لامية كعب بن زهير
تُعد لامية كعب بن زهير من أشهر قصائد الشعر العربي، وهي قصيدة مكونة من عدة أبيات تروي مشاعره تجاه الإسلام والتوبة بعد هجائه السابق. القصيدة تحتوي على أبيات مليئة بالعواطف والندم، وقد نالت إعجاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان لها دور كبير في تغيير مسار حياة كعب.
أشهر أبيات اللامية:
- بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
- متيم إثرها لم يفد مكبول
- وما سعاد غداة البين إذ رحلت
- إلا أغن غضيض الطرف مكحول
شعر كعب بن زهير في الجاهلية
قبل إسلامه، كان كعب بن زهير من أبرز شعراء الجاهلية، وكان يجيد الهجاء والتشبيب بالنساء. كان له حضور قوي في المناسبات القبلية، وقد ورث عن والده الكثير من الحكمة في الشعر. من أشهر أبياته في الجاهلية:
- ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
- وإن يرق أسباب السماء بسلم
- ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
- على قومه يستغن عنه ويذمم
علاقته بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
كانت علاقة كعب بن زهير بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم متوترة في البداية بسبب هجاء كعب للنبي والمسلمين. لكن بعد إسلامه وإنشاده لاميته الشهيرة، تغيرت هذه العلاقة بشكل كبير. عفا النبي عن كعب وخلع عليه بردته الشريفة، وهو تكريم كبير يدل على عفو النبي وسماحته.
هذه البردة الشريفة التي خلعها النبي على كعب أصبحت بعد ذلك قطعة أثرية قيمة، وقد اشتراها معاوية بن أبي سفيان من أبناء كعب بمبلغ كبير من المال، واستمرت كرمز للكرامة والعزة في بني أمية.
الأسئلة الشائعة
لماذا أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دم كعب بن زهير؟
أهدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم دم كعب بن زهير بسبب هجائه للنبي والمسلمين في شعره، وكان هذا في فترة كان النبي يسعى فيها إلى حماية المسلمين من الهجوم اللفظي والجسدي.
كيف عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن كعب بن زهير؟
عفا النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن كعب بن زهير بعد أن أعلن إسلامه وأنشد لاميته الشهيرة التي بدأها بالبيت: "بانت سعاد فقلبي اليوم متبول". وقد قبل النبي عذره وخلع عليه بردته الشريفة.
ما هي أهمية لامية كعب بن زهير؟
لامية كعب بن زهير تُعتبر من أهم القصائد في الشعر العربي لأنها تمثل تحولاً في حياة كعب من هجاء الإسلام إلى قبوله والانضمام إليه. كما أنها قصيدة مليئة بالعواطف والندم، وقد حازت على إعجاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
خاتمة
كعب بن زهير بن أبي سلمى يمثل نموذجاً للشاعر المخضرم الذي أدرك عصرين مختلفين، ونجح في التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي حدثت في حياته. من خلال شعره، قدم لنا رؤية واضحة عن الصراع الداخلي بين القديم والجديد، وبين الجاهلية والإسلام. قصته هي قصة توبة وإيمان، وتبقى لاميته الشهيرة رمزاً للتسامح والعفو في الإسلام.