![]() |
تمثال الشاعر احمد شوقي |
مقدمة
الشاعر أحمد شوقي، المعروف بأمير الشعراء، هو واحد من أبرز الشعراء في التاريخ الأدبي العربي. برز في بداية القرن العشرين، وترك أثراً عميقاً في الشعر العربي الحديث من خلال إحيائه للتراث العربي الأصيل وإدخال عناصر جديدة على الشعر.
لم يكن شوقي مجرد شاعر، بل كان مثقفاً واحداً من أهم مفكري عصره، حيث استطاع أن يجمع بين فهم التراث العربي و الوعي بالتطورات المعاصرة، مما جعله شخصية ثرية مع أفكار متنوعة.
حياة الشاعر أحمد شوقي
النشأة والحياة المبكرة
أحمد شوقي: شاعر مصري، يُعَدُّ أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ «أمير الشعراء». كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أيُّ شاعر عربي قديم أو حديث، حيث وصل عدد أبيات شعره إلى ما يتجاوز ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة. وُلد «أحمد شوقي علي» بحي الحنفي بالقاهرة في عام ١٨٦٨م، لأبٍ شركسي وأُمٍّ ذات أصول يونانية، لكنه نشأ وتربَّى في كنف جَدته لأمه التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل. يُعَدُّ أحمد شوقي من مؤسسي مدرسة الإحياء والبعث الشعرية مع كل من: محمود سامي البارودي، وحافظ إبراهيم، وعلي الجارم، وأحمد محرم. وقد التزم شعراء هذه المدرسة بنظم الشعر العربي على نهج القدماء، خاصة الفترة الممتدة بين العصر الجاهلي والعباسي، إلا أنه التزامٌ مازَجَه استحداث للأغراض الشعرية المتناوَلَة، التي لم تكُن معروفة عند القدماء، كالقصص المسرحي، والشعر الوطني، والشعر الاجتماعي. وقد نظم شوقي الشعر بكل أغراضه: المديح، والرثاء، والغزل، والوصف، والحكمة. بايع الأدباء والشعراء أحمد شوقي أميرًا لهم في حفلٍ أُقِيمَ بالقاهرة عام ١٩٢٧م، وظل الرجل مَحَلَّ إعجاب وتقدير ليس فقط بين الخاصة من المثقَّفين والأدباء بل من عموم الناس أيضًا، وفي عام ١٩٣٢م رحل شوقي عن عالمنا، وفاضت رُوحُهُ الكريمة إلى بارئها عن عمر يناهز أربعة وستين عامًا.
التعليم
أُدخل شوقي في الرابعة من عمره الكُتَّاب فحفظ فيه قدرًا من القرآن، ثم انتقل بعدها ليُتِمَّ تعليمه الابتدائي، وأظهر الصبي في صغره ولعًا بالشعر، جعله يَنْكَبُّ على دواوين فحول الشعراء فيحفظ وينهل منها قدر ما يستطيع، ولما أتمَّ الخامسة عشرة من عمره التحق بقسم الترجمة الذي أُنشِئَ حديثًا بمدرسة الحقوق، سافر بعدها إلى فرنسا ليكمل دراسته القانونية، ورغم وجوده في باريس آنذاك، إلا أنه لم يُبْدِ سوى تأثرٍ محدودٍ بالثقافة الفرنسية، فلم ينبهر بالشعراء الفرنسيين أمثال: رامبو، وبودلير، وفيرلين. وظل قلبه معلقًا بالشعراء العرب وعلى رأسهم المتنبي.
كان شوقي طالباً مميزاً، فقد أظهر موهبته الشعرية في سن مبكرة، وحصل على إعجاب معلميه.
المسيرة المهنية
بدأ شوقي مسيرته المهنية في العمل ككاتب في الديوان الخديوي في مصر، ثم عين في منصب قاضي القضاة.
لم تمنع المهام العملية شوقي من الاستمرار في كتابة الشعر، فقد واصل إنتاجه الشعري باستمرار و حقق شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم العربي.
أشعار أحمد شوقي
أسلوب شعره
يُعرف شعر أحمد شوقي بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين القديم و الحديث، بين التراث العربي و العناصر المعاصرة.
كان شوقي يُتقن التقليد و الابتكار في آن واحد، حيث استطاع أن يُعطي الشعر العربي طابعاً جديداً دون التخلي عن قواعد الشعر العربي التقليدي.
مواضيع شعره
تتنوع مواضيع شعر شوقي بين الوطنية والحب و الطبيعة و التاريخ و الفلسفة، و يُعرف بتناوله للموضوعات العربية الإسلامية بشكل مميز.
كتب شوقي قصائد و مسرحيات شعرية و أعمالاً أخرى في مختلف المجالات الشعرية، وتميزت أشعاره بالرقة و الحساسية و التأمل العميق.
أشهر أعماله
يُعتبر شوقي واحداً من أكثر الشعراء انتشاراً في العالم العربي، و من أشهر أعماله الشعرية التي لازالت تُدرس في المدارس و الجامعات:
- قصيدة "قصر الشوق": قصيدة طويلة تُعد من أشهر أعماله الشعرية، وتدور حول موضوع الحنين و الشوق للماضي و للذكريات.
- مسرحية "مصرع كليوباترا": مسرحية شعرية مُلهمة تُعد من أهم أعمال شوقي المسرحية.
- قصيدة "العلم": قصيدة وطنية جميلة تُعبر عن فخر شوقي بمصر و حبّه لوطنه.
- قصيدة "لا تأسَ على الدنيا إذا ضاقت": قصيدة فلسفية تُعبر عن التفاؤل و الأمل في الظروف الصعبة.
- قصيدة " بسيفك يعلو الحق والحق أغلب "
- قصيدة " ولد الهدى فالكائنات ضياء "
- قصيدة " سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا "
أبيات شعرية
سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا
لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتاباوَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ
فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَواباوَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَوماً
تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَواباوَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ
هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَباباتَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى
وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ ثاباوَلَو خُلِقَت قُلوبٌ مِن حَديدٍ
لَما حَمَلَت كَما حَمَلَ العَذاباوَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِم سُلافاً
وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَباباوَنادَمنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ
مِنَ اللَذاتِ مُختَلِفٍ شَراباوَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى
وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطاباكَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ
إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذاباوَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي
كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحاباأَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى
تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهاباوَأَنَّ الرُقطَ أَيقَظُ هاجِعاتٍ
وَأَترَعُ في ظِلالِ السِلمِ تاباوَمِن عَجَبٍ تُشَيِّبُ عاشِقيها
وَتُفنيهِمِ وَما بَرَحَت كَعابافَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي
لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِيابالَها ضَحِكُ القِيانِ إِلى غَبِيٍّ
وَلي ضَحِكُ اللَبيبِ إِذا تَغابىجَنَيتُ بِرَوضِها وَرداً وَشَوكاً
وَذُقتُ بِكَأسِها شُهداً وَصابافَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللَهِ حُكماً
وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا
الكتب المُؤلّفة للكاتب أحمد شوقي (14 كتابًا)
- أسواق الذهب
- مجموعة أدبية
- أميرة الأندلس
- (مسرحية)
- البخيلة
- (مسرحية)
- الست هدى
- (مسرحية)
- دُول العرب وعُظَماء الإسلام
- قصيدة طويلة تقع في أكثر من ألفي بيت
- علي بك الكبير
- عنترة
- (مسرحية)
- قمبيز
- لادياس
- رواية نثرية تاريخية كتبها عام 1899م
- مجنون ليلى
- (مسرحية)
- مصرع كليوباترا
- (رواية)
- الشوقيات
- (مجموعة شعرية)
- شيطان بنتاءور
- (حكاية نثرية)
- عذراء الهند
- (رواية)
إرث الشاعر أحمد شوقي
يُعتبر شوقي واحداً من أهم أعلام النهضة العربية في بداية القرن العشرين، و ترك إرثاً ثقافياً كبيراً في مجال الشعر و الفكر العربي.
أثر شوقي على أجيال كثيرة من الشعراء و الكتاب و المفكرين العرب، و لازالت أشعاره تُدرس في المدارس و الجامعات وتُقرأ في المناسبات و الأعياد العربية.
القصيدة الخالدة للشاعر أحمد شوقي
برز الثعلــــب يومــــــــا في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسب الماكرينـــا
ويقول الحمـــــد للــــــــه إله العالمينـــــــــا
ياعباد الله توبــــــــــــوا فهو كهف التائبينا
وازهـــــــدوا في الطــــير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلــــــــــبوا الديك يؤذن لصلاة الصبــــــــح فينا
فأتى الديك رســـــــــول من إمام الناسكينا
عرض الأمـــــــــــــر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجــــــــــاب الديك عذرا يا أضل المهتدينا
بلــــــــــــــــغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالــــــــــــــوا وخير القول قول العارفينا
مخطئ من ظن يـــــــــوما أن للثعلب دينا.
الخاتمة
يبقى الشاعر أحمد شوقي واحداً من أبرز الشعراء العرب، و يمثل صوتاً مُلهماً في التاريخ الأدبي العربي.
أشعاره و أعماله و أفكاره لازالت مُلهمة للعديد من الأجيال و تُذكر بأهمية الشعر و الأدب في ثقافة الشعوب و تنمية الوعي و الذوق الأدبي.
الأسئلة الشائعة
من هو الشاعر أحمد شوقي؟
الشاعر أحمد شوقي هو واحد من أبرز شعراء القرن العشرين و يُعرف باسم "أمير الشعراء".
ما هو أسلوب شعر أحمد شوقي؟
يُعرف شعر أحمد شوقي بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين القديم و الحديث، بين التراث العربي و العناصر المعاصرة.
ما هي أشهر أعمال أحمد شوقي الشعرية؟
من أشهر أعمال أحمد شوقي الشعرية قصيدة "قصر الشوق" و مسرحية "مصرع كليوباترا" و مسرحية "مجنون ليلى"و قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم " ولد الهدى فالكائنات ضياء".